كيف نتعامل مع خطأ المراهق

كيف نتعامل مع خطأ المراهق

كيف نتعامل مع خطأ المراهق 3402

الحمد
الله رب العالمين حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، وأفضل الصلاة وأتم
التسليم على الرحمة المهداة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد ،

فإنَّ الخطأ من طبيعة البشر، وذلك مصدقاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كل بني آدم خطَّاء وخير الخطَّائين التوابون "
( أخرجه الترمذي وابن ماجه )، وإذا كان الخطأ وارداً على البشر، وهو من
صفاتهم الملازمة لهم، فإنَّ ذلك الخطأ واردٌ كذلك على المراهق ذكراً كان أو
أنثى، وانطلاقاً من هذه الحقيقة فليس مجرد وقوع الخطأ أو التفكير به مصيبة
كبرى،ولكنَّ المصيبة هو إنكار هذا الفعل بأنَّه خطأٌ أصلاً، وعدم الاعتراف
به، ثم الإصرار عليه، دون الشعور بأيِّ ندمٍ، أو تأنيبٍ للضمير، أو الخوف
من عقاب الله تعالى في الدنيا والآخرة، لأصل أنَّ (خير الخطَّائين:التوابون )،
فكيف نستطيع أن نأخذ بيد المراهق المخطئ الذي وقع في الخطأ، أو فكر في
الوقوع فيه، إلى الاعتراف بأنه مخطئ، وأنَّ هذا الفعل لا يليق بنا فعله،
وما هو السبيل للتخلص من هذا الخطأ ؟ وكيف نصحح هذا الخطأ ؟ وما هو الأسلوب
الأمثل والأنجع في معالجة هذا الأمر ؟ لا سيما وأنَّ الكلام موجهٌ إلى
مرحلة المراهقة، وهي مرحلة حساسةٌ جداً، إذا أسأنا التصرف معها قد نخسر ثقة
المراهق والتأثير به وتوجيهه، وإذا أحسنّا التصرف ربحنا ثقته والتأثير به
وتوجيهه .

تعريف المراهقة والمراهق

قال ابن منظور : راهق الغلام فهو مراهق إذا قارب الاحتلام، والجارية مراهقة إذا قاربت البلوغ .

والمراهقة
هي ظهور مجموعة من الصفات البيولوجية والنفسية والاجتماعية تحمل المراهق
على تكوين صورة جديدة عن ذاته وذات الآخرين والعمل على إنشاء نظام علائقي
جديد يتعامل من خلاله مع الآخرين .

ملاحظة:لقد
أطلق الإسلام على هذه المرحلة اسم :"سن البلوغ والتكليف"، وهو أفضل إطلاق
اسم المراهقة عليها، لأن هذه التسمية ارتبطت بها في أذهان الشباب أفعال غير
مرضية وغير مسئولة فأصبحت كالمبرّر لتجاوزاتهم .

متى تبدأ المراهقة ؟

في
ذلك خلاف كبير عند علماء النفس، والأقوى عندهم أنها تبدأ من سن التاسعة
حتى العشرين، وبعضهم يعتمدها من سن 12 إلى 18 سنة، وبعضهم من 4 إلى 40 سنة،
وبعضهم قال غير ذلك .

"5" تغيرات طبيعية في سن المراهقة

وهذه التغيرات الأساسية هي : التغيير الجسدي ، التغيير العقلي ، التغيير اللغوي ، التغيير الانفعالي ، التغيير الاجتماعي .

1ـ التغيير الجسدي :

من
خلال تعريف المراهقة بأنها تغيير فيزيولوجي يتناول الفرد بكامله،وتعود
آثاره على جميع الجسد، فهو أمر داخلي بينه وبين نفسه، قد لا نشعر بهذه
التغيرات، وقد تظهر بعض ملامح هذه التغيرات على جسده، مثال : زيادة في
الحجم، زيادة في الطول، خشونة في الصوت عند الذكر، زيادة في القوة والنشاط،
ضيق في الملابس، ظهور الشعر في بعض الأماكن من الجسد .

2ـ التغيير العقلي :

المراهق
قبل هذه المرحلة غير قادر على التحليل والتفسير والتعليل، ولكنه الآن قادر
على ذلك وهو يريد أن يمارس حقه في ذلك، مثال : لماذا هذا ممنوع ؟ لماذا
مات فلان ؟ لماذا ولماذا ؟ فنعطيه جوباً لسؤاله فيقتنع ويكتفي بما نقول،
هذا قبل المراهقة، ولكنه الآن قد يحلل ويستنتج ولكن وفقاً للمعايير
والمفاهيم الموجودة في نفسه هو . وبناء على تلك المعايير وحسب وانطلاقاً من
هذا المبدأ ليس كل ما نراه مهمّاً عندنا هو عنده مهم، وليس كل أمر نراه
سيئاً يراه كذلك .

و
قد يستنتج لوحده فيصل إلى أمر خطير ونحن لا نشعر بذلك، فمثلاً : قد يعاقَب
من قبل والديه أو مدرِّسه وهو لا يعرف لماذا أو لا يقتنع بوجهة نظرنا
فيستنتج أننا لا نحبه ولا نريده . وكذلك يشعر أنه اكتسب زيادة في الحرية،
وله رأي خاص يعارض من خلاله ويوافق ويقترح، وله كل أمر يطلب منه موقف من
ثلاث :

1ـ إما أن يحاول تغيير الأمر، فيقول :لا أريد هذا الأمر، بل أريد ذاك .

2- أو أن يحاول تأخيره، فيقول أفعله بعد قليل أو فيما بعد.

3- أو أن يرفضه، فيقول : لا أريد.

فلو قيل له مثلاً:قم إلى درسك ، لحاول مع هذا الأمر أحد المواقف الثلاثة المتقدمة.

ومن مسائل العلاج لهذا الظاهرة

اترك له مساحة في الاختيار ضمن المقبول.

مثال
: يريد أن يلعب مع مجموعة سيئة ، لا تقف ضد مبدأ اللعب ، بل اختر له
مجموعة أخرى ،أو اطرح عليه بديلاً مقبولاً لديه ، وناقشه في ذلك، وحلل له
الأمور .

3ـ التغيير الكلامي :

المراهق في هذه المرحلة عنده ثلاثة أنواع من الكلام:

1ـ خارجي مسموع، كأن يقول : لا أريد...، لا أرغب ...،لا أحب...

2ـ
داخلي غير مسموع (سرّي جداً، تمتمة، رد سلبي، سباب...)، كأن نقول له : أنت
لا تعرف ،أنت لا تفهم ، فيجيب :نعم لا أعرف ، فإذا سألناه ماذا قلت
؟قال:لا شيء).

3-
التفكير والتحليل: لماذا لا يحبونني ؟ لماذا لا يهتمون بي ؟ لماذا يعاملون
الآخرين أفضل منّي؟ وهو في هذه المرحلة يحب الكلام كثيراً خصوصاً عن شيء
أحبه أو تأثر به، اسأله على سبيل المثال عن حصة الرياضة ، أو فيلم أعجبه،أو
صديق يحبه كثيراً...،واسمع منه ما يقول.

4- التغيير الانفعالي :

• زيادة في الحدة والانفعالات، فهو يفرح بقوة، ويصرخ بقوة، ويغضب بسرعة، ويحزن بسرعة، ويفرح بسرعة، ويتأثر بسرعة .

•
لماذا تجلس هكذا ؟ فيقوم ويمشي، لماذا لا تأكل ؟ لماذا تأكل ببرودة ؟
فيترك الطعام ويمضي ...وبنفس الوقت لو ضممته إلى صدرك وقبلته انتهى كل شيء .

• تراه : يقضم أظافره، يعض أصابعه، يعض شفتيه، يدخن، ...

5ـ التغيير الاجتماعي :

•لا يحب الزيارات العائلية ، بل يتمرد عليها ويهرب منها ...

• لا يتحدث أمام الآخرين، باستثناء المقربين منه والذين يتفهمون وجهة نظره .

• لا يعبر عن وجهة نظره، وحقيقة رأيه أمام الآخرين باستثناء المقربين منه والذين يتفهمون وجهة نظره .

•
يبحث عن قدوة له في المجتمع حتى يقلده في كل شيء ( وهنا ضرورة إظهار
القدوة الصالحة للأبناء وأهم قدوة واضحة عملية أمام أعينهم هي الأبوان )
ولا بد من ذكر النبي صلى الله عليه وسلم قدوة له وربطه به .

ملاحظة
: بعض علماء النفس يشبهون مرحلة المراهقة عند المراهقين بحالة المرأة
النفسية في أيام حيضها . فيجب أن تراعى حالته النفسية كما تراعى حالة
المرأة النفسية في هذا الوقت .

سبع سمات رئيسية عند المراهق

1ـ القلق والاضطراب، وهذا ما يدفعه إلى سرعة الانفعال والغضب والتهور وغياب التعقل في تصرفاته .

2ـ
محاولة إثبات الذات والمقدرة على النجاح، ولذلك يرغب في التحرر من قيود
الأسرة، ويفرط في الاستقلالية، ويرفض أي وصاية ويميل إلى اختيار أصدقائه
وملابسه، ويلجأ إلى تغيير نظام غرفته أحياناً، وطريقة لبس ملابسه .

3ـ الميل نحو الجنس الآخر، فتراه يبدأ بالحب والغرام والإعجاب .

4ـ التأرجح المزاجي، وذلك بسب حدوث تغيرات فيزيولوجية مفاجئة، فتراه في الأمر نفسه يريد ولا يريد، يحب ولا يحب .

5ـ يجنح نحو تقليد الأكبر لأنه يفقد الثقة بنفسه، ويتطلع إلى داخله على أنه أصبح كبيراً، فحقيقته الآن أنه يتخبط بين ثلاث مراحل:

الطفولة ← المراهقة ← الرشد .

6ـ تراه في بيته منطوياً على نفسه غارقاً في أحلامه، وفي الخارج تجده متحركاً نشطاً متحدثاً بإسهاب و تطويل .

7ـ
تراه متمركزاً حول ذاته، معجباً بنفسه : بشكله، ولونه، وطوله، وشعره،
وعينيه، ويسأل كثيراً : أنا جميل أليس كذلك ؟ يطيل الوقوف أمام المرآة، ولا
يشبع النظر إلى شكله .

سبع خطوط حمر عنده أيضاً

1ـ
الاستهزاء أو التقليل من شخصه وقدرته ( فتقول الأم عن ابنتها مثلاً:"لا
تعرف صنع فنجان قهوة"،ويقول الأب عن ابنه مثلاً :"لا يعرف أن يشتري شيئاً")

2ـ الاستهزاء والسخرية بالتغيرات التي تحدث معه بسبب المراهقة .

3ـ الفراغ العاطفي، وهو ما يعرف ب"لمسة حنان" .

4ـ لا تنظر إليه على أنه ما زال صغيراً، فتعرض عن تكليفه بأي شيء يحتاج للقوة، بل كلفه بالأمور اليسيرة ولا تحطمه إذا أخطأ .

5ـ لا تحكم عليه مسبقاً .

6ـ يرى نفسه أنه الوحيد في العالم ولا أحد مثله، فلا تقلل من شأنه .

7ـ لا يحب الأوامر، ويحب المناقشة والتحليل والاستشارة والأخذ برأيه .

القدوة النبوية في التعامل مع خطأ المراهق

إنَّ شمولية هذا الدين العظيم تأبى إهمال هذا الجانب التربوي المهم، بل إننا إذا دققنا النظر في حديث واحدٍ من أحاديث رسول الله صلى
الله عليه وسلام الذي عالج فيه مشكلةً من المشاكل التي يقع فيها المراهق
عادةً، أو حتى يفكر فيها، لوجدنا فيه منهجاً متكاملاً واضحَ الخطوات
والمعالم في التعامل مع أيّ خطأ، أو تصور، أو تصرفٍ يصدر عن المراهق .

أخرج
الإمام أحمد في مسنده عن أبي أمامة رضي الله عنه أنه قال :" إنَّ فتى
شاباً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ائذن لي بالزنا،
فأقبل القوم عليه فزجروه وقالوا: مُهْ مُهْ، فقال صلى الله عليه وسلم : أدنه، فدنا منه قريباً، قال : فجلس،قال: "أتحبه لأمك ؟ قال :لا والله جعلني الله فداك، قال :ولا الناس يحبونه لأمهاتهم، قال أفتحبه لابنتك ؟ قال:لا والله يا رسول الله جعلني الله فداك، قال :ولا الناس يحبونه لبناتهم، قال :أفتحبه لأختك ؟ قال :لا والله جعلني الله فداءك، قال: ولا الناس يحبونه لأخواتهم، قال :أفتحبه لعمتك ؟ قال :لا والله جعلني الله فداءك، قال: ولا الناس يحبونه لعماتهم، قال :أفتحبه لخالتك ؟ قال :لا والله، جعلني الله فداءك، قال :ولا الناس يحبونه لخالاتهم، قال :فوضع يده عليه وقال : اللهم اغفر ذنبه، وطهِّر قلبه وحصِّن فرجه، قال فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء" .

فنلاحظ
بشكل واضح جليّ أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم استخدم في هذا الحديث سبع
خطوات علاجية في تصحيح ما فكر به هذا المراهق من فعل خطأ يتنافى مع تعاليم
الدين ومكارم الأخلاق ومحاسن العادات :

1ـ قرَّبه منه قائلاً "أدن مني ".

2ـ لم يُنكِر عليه هذه الجرأة الغريبة وهو رسول اللّه، بل أنكر على الذي أنكر عليه.

3ـ أجلسه بجانبه، وبدأ معه حواراً هادئاً بنَّاءً .

4ـ جعله يُقرُّ بالخطأ كثيراً وتكراراً، "لا واللّه يا رسول اللّه".

5ـ خاطب عقله وقلبه وعاطفته "أترضاه لأمك ؟لأختك؟لابنتك؟لعمتك؟لخالتك؟"

6ـ إشعاره بأن هذا ذنب :اللهم اغفر ذنبه"

7ـ لمسة حب وحنان "وضع يده عليه ثم دعا له ".

26 قاعدة أساسية للتعامل مع المراهق

من
خلال هذا الحديث الشريف يمكننا أن نضع منهجاً واضحاً للتعامل مع المراهق
عند تفكيره في الخطأ، أو حتى عنده ارتكابه لهذا الخطأ، ويظهر لنا هذا
المنهج من خلال النقاط الآتية :

1ـ لا تزجر مباشرةً، فلا تصرخ،ولا تعاقب، ولا تضرب، ولا تستنكر بمجرد سماع الأمر، بل اسمع ما يقوله وإن كان خطأً، وإيَّاك أن تظهر له تأثراً، أو إنكاراً، أو استغراباً، حتى يشعر بالراحة والأمان فيتابع حديثه ولا ينقص منه شيئاً .

2ـ لا تصدر عبارات الاستغراب والإنكار، وإيّاك أن تقول: (أعوذ بالله ..، استغفر الله ..، معقول .. !!، كيف فكرت بهذه الأمور .. !!).

3ـ فرِّق بين أمرين بين خطأ قد ارتكبته وبين خطأ يريد فعله .

4ـ آداب الحوار الراشد مع المراهق :

ـ استخدم الأسلوب الهادئ، والصوت المنخفض، والعبارات المحببة .

ـ لا تستخدم السرعة في الكلام .

ـ أظهر الناحية العاطفية في كلامك معه ( يا حبيبي، يا عيني، يا روحي...) .

ـ لا تكن شرطياً عليه أو محققاً معه .

لا تغضب وتقول : أنا غير غضبان، وتنفعل وتقول : أنا غير منفعل .

ـ لا تجعل الكلام بمستوى واحد مهما اختلفت الأخطاء .

ـ الكلام القليل، والوضوح مهم، والجمل قصيرة .

ـ لا تتحدث معه بألغاز صعبة وقوانين معقدة، بل بكلام واضح سهل بيّن.

5ـ آداب المجالسة :فلا تستخدم الفوقية ولا الدونية، ولكن استخدم الجلسة المعتدلة وتكون مقابلاً له أو بجانبه .

6ـ استخدم أسلوب السؤال وكرره كثيراً
بحيث يكون الجواب نفسه في كل الأسئلة، لأنك تريد إدخال هذا المعنى إلى
داخله (أ ترضاه لأمك ؟ لا، أ ترضاه لأختك ؟ لا، أ ترضاه لابنتك ؟ لا، أ
ترضاه لعمتك ؟ لا، أ ترضاه لخالتك ؟ لا)، فقل له على سبيل المثال : ( هل
عملك هذا صحيح ؟، هل أنت راضٍ عن عملك ؟، هل هذا يرضي الله عزَّ وجلّ ؟ هل
ترغب أن يعلم فلان بهذا الفعل ؟... هل ؟ هل ؟هل ؟ وهو يجيب في كل ذلك: لا،
لا، لا) .

7ـ لا تستخدم لغة الصراخ في حديثك معه، ولا تسرع في كلامك معه، حتى يفهم منك منك ما تريد .

8ـ اسمعه جيداً، وافهم منه ما يقول، وتأكد من فهمك لقصده تماماً، ولا تحكم عليه مباشرة، ولا تحمل كلامه ما لا يحتمل .

9ـ اجعله يشارك في وضع الحلول المناسبة لهذه المشكلة، وما هي البدائل ؟ وما هو برأيه ؟ فإنه إذا شارك في وضع الحلول التزام بها، أو على الأقل لا يعترض عليها .

10ـ لا تحاصره في حلٍ واحدٍ فقط، بل اجعل أمامَهُ عدةَ خيارات، حتى يشعر بالحرية في الانتقاء والخيار .

11ـ استخدم الوقت والمكان المناسبَين، فلا تعالج وقتَ وقوع الخطأ، ولا بعده مباشرةً، ولا متأخراً كثيراً، ولا أمامَ أحد، ولا يكون المعالج منفعلاً ولا غضبان .

12ـ أعطِ للعلاج وقته الكافي،
فلا تختصر شيئاً من الوقت بحجة الانشغال، ولا تقطع الكلام معه لأتفه سبب
وتجعله ينتظرك ثم تتابع حديثك معه بعد ذلك، ولا تطل كثيراً في الوقت
والكلام إذا كان الأمر لا يحتاج لذلك .

13ـ لا تُشهِّر به أمام الآخرين وخصوصاً الذين لا يعلمون ماذا فعل.

14ـ لا تجعل خطأه حديثك الدائم حيثما حللت، ولا موضع تندرك مع الآخرين .

15ـ إنتبه جيداً،واحذر من أسلوب المقارنة مع الآخرين، فقط أثنِ على المجتهد والمتفوق ، وإيَّاك أن تقارن السيئ بالجيد ،(انظر إلى فلان ، ابن فلان ،أخاك،...) .

16ـ فرِّق بينه وبين الخطأ،
وإيَّاك أن تمسَّ الذات، فلا تقل :"أنت فاشل"،"أنت قليل الأدب"،"أنت سيئ
الفهم "، "أنت مصيبة..."، ولكن قل:"الولد الصالح يفعل كذا"، أو لا يرضى أن
يفعل هذا الأمر..."وهكذا.

17ـ خاطبه وحاوره بأسلوب التعميم ، ولا تخاطبه مباشرةً، فقل :"الشباب يفعلون كذا"، "الناس لا ينتبهون لخطورة الأمر فيقعون في هذا الخطأ "، على قاعدة (ما بال أقوام يفعلون كذا).

18ـ استخدام أسلوب المناقشة والحوار من أجل الإقناع ، والمراهق كثيراً ما يقول : "أقنعي "،"ناقشني"، لماذا لا تفهمونني..."

19ـ لا تستخدم أسلوب القمع والإرهاب
:"أنا أبوك"، "أنا أمك"، "أنا أستاذك"، "أنا أفهم منك ..."، واسأله عن سبب
فعله، وبيِّن له بالنقاش وبالحوار الأسباب المقنعة التي تجعله يتبع رأيك
ويترك رأيه .

20ـ تعرف على حقيقة المشكلة والسبب الذي أدّى إليها،
ولا تقف عند الآثار الناتجة عنها، ومن الطرق التي ترشدك إلى ذلك : الحوار،
فلو قال مثلاً أثناء حواره :"أنتم لا تحبونني "، فإنه يعاني من مشكلة فراغ
عاطفي، ولو قال :"أنتم لا تسمعونني"، فإنه يعاني من مشكلة حوار وسماع
لأريه ومناقشته، وهكذا...

21ـ لمسة حنان، فالكلمة العاطفية الحنونة، ومسحة الرأس، والترتيب على الكتف، ودعوته لطعام أو فنجان قهوة، أو الخروج معه في نزهة: أمرٌ مهمٌ، ومهمٌ جداً جداً .

22ـ إفتح له باباً للمصارحة، والمصارحة تُبنى على أمرين : الاطمئنان والأمان من العقاب .

23ـ لا تمنعه من شيء يريده إذا كان مقبولاً، وقدِّم له البدائل إذا كان غير مقبول .

24ـ لا تطلب منه أكثر من طاقته، فإذا قال :"لا أقدر أو لا أستطيع"، أكثر من مرتين أو ثلاثة، فمعنى ذلك أنه لا يستطيع حقاً .

25ـ إنتبه للمدة التي تتحدث فيها معه، فقدرة تحمل الإنسان على السماع والتركيز محدودة، فقدرة تركيز الإنسان محدودة بدقائق معدودة كما يبيّن الجدول على الصفحة التالية .

وإذا كان الكلام متواصلاً، فلا بد من وجود فاصل أثناء الكلام بعد هذه المدة المذكورة، أو محفّز، أو محرّك أو استراحة (break)
، ثم يتابع كلامه بعد ذلك، الأخطاء الشائعة عند الأهل أنهم يجلسون أحياناً
ساعة أو أكثر من أجل نصيحة لا تحتاج أكثر من خمس دقائق، ثم يقولون بعد
ذلك:"أنت لا تسمعنا، ولا تفهمنا، ولا تدري ما نقول"، وهو حقاً قد أصبح كذلك
.

وهذا الفاصل والمحفز والمحرك موجود في خطبة الجمعة عندما يجلس الخطيب بين الخطبتين ، وهو من حكم وأسرار خطبة الجمعة .

26ـ إنتبه جيداً إلى إشارة اليد :

• أشر إليه عندما تريد أن تُثَبِّتَ عنده أمراً :

"أنت صادق"، "أنت صالح"، "أنت ممتاز" ...

• أشر إلى نفسك عندما تريد أن تخرج أمراً منه :

"لو أنك تسمع كلامنا"، "لو أنك تراقب تصرفاتنا" ...

•افتح يديك ووسع بينهما إذا أردت المصارحة والتوسعة :

"قل ما عندك"، "افتح لنا صدرك"، "قل ما تشاء" ...

•أغلق يديك واخفضها إذا أردت أن تغلق شيئاً أو تمسحه :

"هذا سيء"، "هذا غير جيد"، "هذا غير مقبول"، "هذا لا يناسبنا" ...

1 دون سبع سنوات ← من 30 إلى دقيقة واحدة

2 من 7 إلى 10 سنوات ← من دقيقة إلى 3 دقائق

3 من 11 إلى 12 سنة ← من 3 دقائق إلى 5 دقائق

4 من 12 إلى 15 سنة ← من 5 دقائق إلى 10 دقائق

5 من 16 سنة وما فوق ← 12 دقيقة

يُبيِّن هذا الجدول مدة القدرة على التركيز عند الإنسان حسب العمر
وفي
الختام نسأل الله تعالى أن يلهمنا الصواب في القول والعمل، وأن يرينا الحق
حقاً ويرزقنا اتباعه ويحبِّبنا فيه، وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا
اجتنابه ويكرِّهنا فيه

شكراااااااااا جزيلا على مواضيعك القيمة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ توقيعي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كيف نتعامل مع خطأ المراهق 13567486331276

كيف نتعامل مع خطأ المراهق 13567485611580

كيف نتعامل مع خطأ المراهق 13567486021108

شكرا جزاك الله خيرا

بارك الله فيكم على مروركم

شكرا على الموضوع

جزاك الله خيرا وأثابك ونفع بك

جعــل اللهـ مضوعكـ هذا في كــفة حسناتكـ إن شاء اللهـ ... فشكرا لك

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ توقيعي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كيف نتعامل مع خطأ المراهق 268252_132339840181808_100002173778646_234906_3488010_n

كيف نتعامل مع خطأ المراهق 268252_132339840181808_100002173778646_234906_3488010_n

حــبوبي يـا أحمــد ..