التغير المناخي بات حقيقة لا ينكرها أحد، ومما لا شك فيه أن الإنسان يتحمل العبء الأكبر من مسؤولية تنامي ظاهرة الاحتباس الحرارية،المتمثلة بارتفاع درجة حرارة كوكبنا الأزرق وارتفاع منسوب البحار والمحيطات نتيجة ذوبان الجبال الثلجية العملاقة في المنطقة القطبية وكذلك إزدياد ظاهرة التصحر، إضافة إلى تزايد وتيرة الكوارث البيئية التي تزهق حياة الكثير من البشر،
فما هي السبل الكفيلة لوضع حد لتلك التغيرات؟
باتت قضية التغير المناخي تشغل حيزاً كبيراً من قطاعات الحياة المختلفة، وفي الوقت الذي يرسم فيه بعض العلماء سيناريوهات مخيفة لفناء الحياة على كوكبنا الأزرق يرى آخرون أن الحديث عن تغييرات مناخية لا يشكل سوى "هستيريا".هل بقي لنا بالفعل عقود قليلة من الزمن حتى تلك اللحظة التي سيتغير فيها مناخ كوكبنا الأزرق بلا رجعة، بشكل يهدد بقاءنا؟ وحتى لو حصل ما بات يخشاه الكثير من البشر، فهل ستكون عواقب هذا التغيير المناخي كارثية على الجنس البشري؟ قد لا تكون تلك أول الأسئلة التي تتبادر إلى ذهن الكثير من الأشخاص عند قراءتهم أو مشاهدتهم الكثير من المواد الإعلامية التي أخذت تتناول قضية التغييرات المناخية الحاصلة على كوكب الأرض. ففي الفترة الأخيرة باتت لا تخلو صحيفة ما من رسم السيناريوهات المحتملة لكوارث بيئية تهدد كل أشكال الحياة على الأرض. ورغم هذه المخاوف، فإن هناك من علماء البيئة لا يتفقون مع زملائهم، الذين يتحدثون عن دور بني الإنسان في هذه التداعيات المناخية، بل أنهم يذهبون إلى أبعد من ذلك من خلال وصفهم للتغير المناخي بمجرد تغييرات بيئية عرفتها الأرض منذ ملايين السنوات.
والتغييرات المناخية، والذي يقضي وقته في دراسة تأثير الغيوم وبخار الماء على المناخ من خلال مختبره في معهد العلوم التكنولوجية في بوستون الأمريكية. فليندسن يرى أن للغيوم وبخار الماء تأثيرات كبيرة على حرارة الأرض، ورغم أن البحوث العلمية لم تتوصل بعد إلى أي درجة تأثير هذين العاملين، فإنه تأثيرهما يدفعه لعدم قبول "سيناريوهات الفناء" التي قد تنجم عن ارتفاع درجة حرارة الأرض بشكل دراماتيكي. وهذا هو جوهر النقد الذي يوجهه ليندسن إلى التحذيرات المتعلقة "بكارثة بيئية تحيط بالعالم اجمع". ويستند الخبير في أبحاث المناخ على أبحاث أجريت في كل من اليابان وأوروبا، أظهرت انه من الممكن أن لا تكون التوقعات حالة الطقس خلال السنوات القادمة صحيحة.
والنتيجة التي توصل إليها ليندسن في أبحاثه أظهرت أن التنبؤات بارتفاع درجة حرارة الأرض بمعدل 2 إلى 4.5 درجة مئوية مبالغ فيها. فهو يرى أن هذا الارتفاع سيكون بمعدل نصف درجة مئوية في حالة تضاعف نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو. وهذا بحسب ليندسن لا يشكل كارثة، بل على العكس، فإنه يصفه بالمنفعة. ويضيف عالم المناخ بالقول: "في كل مرة ترتفع فيها درجة حرارة الأرض، تقل نسبة الأوبئة والمجاعات وتزدهر الحياة عموماً". ويضرب لنا مثلاً يتعلق بالقارة الأوروبية في العصور الوسطى، فالكثير من علماء المناخ كانوا يصفون تلك الفترات الأكثر حرارة نسبياً "بالبيئات المثالية". كما يضيف أن الحديث عن ظاهرة ارتفاع درجة حرارة الأرض لم يعد يثير المخاوف سوى خلال الآونة الأخيرة. ويختتم حديثه مازحاً: "عندما نحال على التقاعد نبدأ بالبحث عن الأماكن الدافئة لزيارتها".يجلس المختص بعلوم المحيطات شتيفان رامشتروف مسترخياً في مكتبه في إحدى بنايات بوتسدام ناظراً إلى الأشخاص المتجولين والأشجار المنتشرة في متنزه المدينة، ولا تبدو عليه علامات التحذلق، التي نعتته بها صحيفة فرانكفورتر ألغمالينه تسايتونغ. ولكنه لا يستطيع إخفاء تضايقه كلما شكك بعض الصحفيين بمعلوماته كخبير في المناخ. وفي هذا السياق يقول رامشتروف: " في مثل هذه النقاشات لا يخرج المرء مكللاً بالغار بأية حال من الأحول، ولكن في كل مرة تنشر الصحف فيها مقالاً مشككاً في مسؤولية الإنسان عن زيادة انبعاث الغازات، تنهال عليَّ التساؤلات والاستفسارات، فأكون مجبراً على كتابة مقال يرد على كل ذلك". ويرى العالم الألماني أن وسائل الإعلام غالبا ما تلجأ إلى الأخذ بالآراء المعاكسة لقلة من العلماء، الذين لا يعتقدون بوجود تغييرات مناخية كالأمريكي فريد سينغر الذي غالباً ما تقتبس عنه وسائل الإعلام الألمانية. ويضيف رامشتروف أن هذه المجموعة القليلة من العلماء آخذة بالتضاؤل، فحتى سينغر نفسه غير قناعاته وأخذ يرى أن التداعيات الناجمة عن التغييرات المناخية لا يمكن وقفها.