عنوان الكتاب: وجوهك المتعددة، الخطوة الأولى لتكون محبوبا
المؤلفة: فرجينيا ساتير
سابدأ بنبذة عن المؤلفة:
أمضت فرجينيا ساتير(1916 – 1988) حياتها تراقب وتبحث عما يحدث بين بني آدم أثناء اتصالهم ببعضهم البعض حتى سُميت "معالجة كل أسرة" و " كولومبس العلاج العائلي" و " أم العلاج العائلي" . ولقد بدأ بحثها مبكرا عندما بدأت حياتها المهنية بتعليم المعوقين والموهوبين الذي أدى بدوره إلى البحث في أسر-عائلات- هؤلاء المعوقين والموهوبين عن معلومات نفسية واجتماعية وعلاجية تساعدها في مهمتها.
ولقد خلصت ساتير إلى أن الإنسان معجزة وأنه دائم التطور ودائم الاستعداد للنمو والتغيير والفهم.وخلصت أيضا إلى أهمية الاتصال الإنساني القائم على اللمس والنظرة والصوت وأن كل هذا أهم من الكلمات وخلصت أيضا إلى أن المشكلة ليست هي "المشكلة" بقدر ما هي كيف نتعامل مع المشكلة ( أضيف هنا ما يقوله البعض وهو أن المشكلة هي كيف نرى المشكلة) وهذا بدوره مبني على تقديرنا لذواتنا والقوانين التي تعيش العائلة وفقها وارتباط العائلة بالعالم الخارجي.
وكانت ساتير تركز على ما ينعش الإنسانَ وما يجعله سعيدا وفعّالا وأيضا ما يمرضه ويجعله مضطربا وغير فعّال.
واهتمت ساتير بعرض مفاهيم علم النفس الإنساني على جمهور الناس بشكل واضح ومباشر.
وقد الفت وشاركت في تأليف 12كتابا وترجم بعض كتبها إلى 8 لغات.وآخر كتاب ألفته هو عام1988
كما قدمت مئات المحاضرات وورش العمل حول العالم.
كما كُتب عنها مؤلفات عدة منها ما ألفه ستيف أندرياس بعنوان"فرجينيا ساتير : أنماط سحرها" وتحدث فيه عن 16 مفتاح ونمط كانت تستخدمه ساتير في عملها لمساعدة الناس في الوصول إلى الحالة النفسية التي يرغبون ، فكانت تستخدم لغة العين واللمس ونغمة الصوت كما كانت تختار الكلمات المناسبة وكانت قوية الملاحظة وتستخدم الدعابة كذلك. ومما يميزها أنها لم تكن تركز على المرض بقدر تركيزها على قدرة الإنسان على النمو والنضج والتغيير نحو الأحسن.
ويستمد مدربو البرمجة اللغوية العصبية منها موضوع الأنماط الخمسة لسلوك الناس أمام المحن والتوتر.
تلقت ساتير تعليمها في جامعة وسكانسن وشيكاغو وحصلت على دكتوراة فخرية من جامعة وسكانسن ومنحت الميدالية الذهبية ل"خدماتها الرائعة للإنسان من قبل جامعة شيكاغو.
ولقد كانت ساتير اختيارا موفقا لباندلر وجرندر_ مؤسسا البرمجة اللغوية العصبية - فقاما بمماثلتها – النمذجة – وتجد في الجزء الثاني من " بنية السحر"أو " تركيب السحر"(طبعا بالمعنى المجازي للسحر كحديث إن من البيان لسحرا) فصلا عنوانه " العلاج العائلي" وواضح أن المؤسسين يستخدمان كلمة السحر بمعناها المجازي ومن يقرأ أو يتصفح " تركيب السحر" يظهر له ذلك بوضوح وخاصة إذا قرأت فصل" تركيب السحر" في الجزء الأول من الكتاب.
من أقوالها:
"كثيرا ما أقول للآخرين أنه من حقي أن أكون بطيئة التعلم ولكن قابلة للتعلم. وما يعنيه هذا بالنسبة لي كمعالجة هو أني أحمل فكرة واحدة وهي أن أساعد الناس الذين يأتون إلي بآلامهم على التغيير.وأدواتي التي استخدمها هي – فقط – جسمي وصوتي وعينيّ ويديّ بالإضافة إلى كلماتي وكيفية استخدامي لها. ولأن هدفي هو أن أجعل التغيير ممكنا لأي شخص فان كل إنسان يمثل تحديا جديدا".
للمزيد عنها
http://www.avanta.net/
المقدمة(ترجمتها)
أوجهك المتعددة
رحلة اكتشاف المعجزة بداخلك
أريد ان أشوقك لمعرفة من أنت، وماذا أنت، وما تملكه وما ينتظرك.أريد أن ألهب حماسك لترى أنك تستطيع تجاوز وضعك الحالي.وهذا الكتاب دعوتي لك لخوض تجربة مهمة مع نفسك ، تجربة تفتح أمامك جميع الاحتمالات والممكنات.
واستطيع توجيه الدعوة لك لأنك عضو في الجنس البشري وبهذا أنت معجزة. بل أنت معجزة غير متكررة. والدليل على ذلك أن كل بصمة انسان تختلف عن الاخرى. تصور 4 بليون انسان يعيشون الان ومن جاء قبلهم ومن يأتي بعدهم مستقبلا. كل واحد يملك بصماته الفريدة. لا وجود للتكرار.كيف يمكن لأي أحد أن يفكر في كل هذه الاختلافات؟إن هذا يجمد فكري. ومع ذلك فهي حقيقة لا تُناقش. كل واحد منا متميز عن الآخر.
وهناك حقيقة أخرى وهي أن أيّ جراح يتعلم الجراحة في اي مكان في العالم يستطيع ان يجري جراحة ناجحة لأي انسان بغض النظر عن الثقافة والعِرق والجنسية واللغة والعمر والوظيفة والانتماء الديني او القناعة السياسية لأن القلوب والعقول وما تبقى من أجزاء الجسم ستكون دائما في المكان نفسه نسبيا. ويرتبط بهذا ان الاطفال يتم حملهم بالطريقة نفسها ويولدون من المكان نفسه. فنحن أيضا متشابهون.
وأكثر من ذلك ، فكر في مجموعة الأنظمة المدهشة في جسم الإنسان.أين يمكن ان تجد في مكان آخر صغير تلفازا،هاتفا،كاميرا،راديو،تلغرافا،كمبيوترا،أنظمة صرف صحي وسباكة وتسخين وتبريد ومصانع تصنع جميع أنواع المنتجات: الدم والكيماويات والأنسجة والعظام والعرق، وكل هذا يُصنع في وحدة صغيرة وهي جسمك.
خذ من وقتك دقيقة وانظر حولك وسترى ان الناس يأتون في مغلفات مختلفة وبجميع الألوان ويتحدثون بكل انواع اللغات ويطبخون بألوف الطرق. كما ان الناس يقومون بأعمال مختلفة تشمل التدمير الذي لا يمكن أن نصدقه والقسوة العاتية وأيضا بكرم لا نظير له قد يؤدي أحيانا إلى التضحية بكل شيء بل بارواحهم حبا واهتماما بالآخرين. إن الناس ومن بينهم نفسي هم ما يجذبني وهم مصدر الانعاش والبهجة والنضج والصراع والألم. فكلنا نشترك في طيف العواطف التي أسميها غالبا عَصيرنا ، مشاعرنا-الغضب، المرح، الخوف،الفضول،الحب،الإثارة،العجز،والقوة. وما يطلق هذه المشاعر في كل واحد منا يختلف عن الآخر ولكن الاستعداد لكل الاحاسيس متشابه.
أنت تملك تغليفك الخاص بك،حجمك،لونك،سماتك،جنسك،عمرك،خلفيتك، أفكارك ، مشاعرك،وطريقة تعاملك مع الأشياء وأنا كذلك.ومع هذا وفي الوقت نفسه كل واحد منا خليط مما يجعله شبيها ومختلفا عن الآخرين.فمع بعض الناس نشعر بتشابه أكبر كالنساء مع النساء ، والرجال مع الرجال او الفنانون مع الفنانين.وكثيرا ما نشعر برغبة في البقاء قريبين من الذي نألفه وبعيدين عن غير المالوف.
أريد ان اتحدى هذه الفكرة. أعتقد أننا فقدنا الكثير من ثراء الحياة ونستمر بفعل هذا لأننا لم نتعلم درس تميزنا عن الآخرين. فمع تشابهنا الكبير ، نحن مختلفون ومع اختلافنا الكبير نحن متشابهون. واذا كنت تعتقد كما يفعل الكثيرون ان شبهك بالآخرين هو الذي يعطيك اساس الثقة والأمان وان اختلافك عنهم يصنع مشاكلك فإنك تستخدم نصف مصادرك.كل واحد منا يود تجنب المشكلات وإذا كنت تظن ان اختلافك يصنع مشكلاتك فإنك ستستخدم كل طاقتك للتخلص منها.وأنا أعتقد ان التشابه قد يكون مريحا ولكن إذا كان هذا هو كل ما هنالك، فإنه مع الوقت يقود إلى الضجر. إن الاختلافات قد تكون مصدر صعوبات ولكنها تحمل مفتاحا للكثير من الطاقة المغلقة والتجارب التي تجعل الحياة مثيرة ومُرضية.
اسمح لنفسك بأن تفكر بجميع أجزائك، الأجزاء المالوفة والأجزاء التي لم تطورها بعد والأجزاء التي لا تعرف وجودها. اعتبر كل جزء مَعينا بغض النظر عن كونه يشبه أو يختلف عن الآخرين وبغض النظر عن اعتبارك له كجزء جيد ام سيء. فما عندك يمثل امكانات جديدة لنفسك. وهذا الكتاب يُعنى باكتشاف هذه الأجزاء وتعلم كيفية عملها لتطوير امكاناتك.وأنا اسمي هذه الأجزاء المختلفة وجوهك المتعددة.
كشف الغطاء(من هنا يبدأ تلخيصي لما تبقى من الكتاب)
تحت هذا العنوان تذكر المؤلفة أن كثيرا من الناس تمت تربيته بطريقة يرى فيها العالمَ مقسوما قسمين صالحا وطالحا وصحيحا وخطأ، ولو أنك رفعت الغطاء عن نفسك لتنظر إلى دواخلها فالاحتمال الكبير هو أنك سترى كل الأمور السيئة تنظر إليك بشكل لم تتوقعه. وهذا ما يتوقعه الكثيرون.
وبعض الناس يظن أنه لوكشف الغطاء سيرى أمورا لا بد من إرضائها بمعنى الأمور التي كان "لا بد" أن يفعلها ولكنه لم يفعلها وآخرون يظنون أن دواخلهم مليئة بالخروق والظلام الذي سيمتصهم فيضيعون للأبد وآخرون يخافون اكتشاف قدرات ومهارات لن يتمكنوا من الاستفادة منها والبعض راض عن وضعه فلم يكشف الغطاء ولم يعرف عن دواخله أكثر مما يعلم؟لا داعي.كما ان البعض لا يعرف ان هناك غطاءا وان هناك أي شيء عدا ما يرونه وما يسمعونه وما يقوله الآخرون لهم. فإذا كان الوضع هكذا فلماذا نكشف الغطاء؟ ولكن هناك احتمالات أخرى لا ندركها إلا إذا تعاملنا مع الحواجز السلبية التي تحول بيننا وبين المجازفة بالنظر إلى دواخلنا. منقوووووووووووووووووووول
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ توقيعي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ