هنا في هذا المقال الموجز علاج الجنسية المثلية أي الشذوذ الجنسي و هو العلاج الوحيد
الجانب الجنسي للإنسان:
إذا ما أسقطنا مبدأ المستقر والمستودع على الماهية الجنسية للإنسان فمذا نغتنم من مغانم معرفية جديدة ذات القوة المعرفية عن ماهية الإنسان: ـ الماهية الجنسية: الجنسية ماهية من الماهيات, ووجودها إما وجود ذو قوة جنسية مستقرة, وإما وجود فعلي جنسي بعد خروجها عن استقرارها ذا القوة الجنسية.
والجنس ماهية تخص كل موجود في هذا الوجود ولا تخص الإنسان وحده أي أن كل ما وجد فهو ذو قوة جنسية مستقرة الفعل الجنسي أو فعل جنسي ذو قوة مستقرة. وكون أن الإنسان يحتل أعلى قوة في سلم الموجودات أي المذكورات فإنه وعاء لكل ما حوى من قوى جنسية, أي لمجموع قوى جنسية للأجزاء المكونة له وسبقته في الوجود, وهو كل في ماهيته الجنسية لهذا البعض (حيوان، نبات، جماد ).
فترتيب محتوى تركيب قوى الماهيات جنسية أو غيرها هو ترتيب يتبع حسب سلم الوجود ومن هذه الفقرة ذات القوة المعرفية نستخلص مايلي: ـ الجانب الجنسي للإنسان هو ماهية جنسية هي كل لماهيات جنسية أقل قوة أي كل القوى الجنسية لأي شيء أي ماعداه لأي قوة جنسية محتواة فيه لوجوده في أعلى سلم الموجودات. ـ سميت هذه الماهية الأعظمية لهذه القوة الإنسانية العليا بنظيريها بعد خروجها من الإستقرار وهو في جهتين في جهة الزيادة سميت الذكورة, وفي جهة النقصان سميت الأنوثة.
ـ الذكورة هي ماهية جنسية ذات قوة وفعل، ومستقر ومستودع وزوجها أي نظيرتها الأنوثة وهي ماهية جنسية تخص الأنثى وهي ماهية ذات قوة وفعل وهي مستقر ومستودع. ـ عدد القوة الجنسية الجزئية المكونة لقوتها الجنسية الكلية (أي قوة جنسية الإنسان من ذكورة أو أنوثة) هي (4) أربعة وهي قوة السمع وقوة البصر وقوة العقل، وقوة المادية العضوية (صلابة، كتلة، حجم..)، وعند خروجها عن الاستقرار تعطي الأفعال الجنسية التالية:
فعل جنسي صوتي، وفعل جنسي ذو صورة (بصرية) وفعل جنسي عقلي (التفكير) وفعل جنسي مادي أي لمسي من جهة الخروج الفعلي العضوي أي المادي
ـ خروج البعض عن الاستقرار يحتم خروج الكل من الاستقرار, أي أن خروج ماهية جنسية من ماهيات الإنسان يلزم بالضرورة خروج كل عن الاستقرار سواء من جهة القوة أو من جهة الفعل. مثال: فإذا زادت قوة السمع الجنسية للإنسان أي خرجت عن استقرارها فهو يحتم زيادة في قوة بصره الجنسي وقوة فكره الجنسي وقوة كل أفعاله العضوية المستقرة من صلابة الأعضاء إلى غير ذلك وما قيل عن قواه الجنسية يقال عن أفعاله الجنسية من صوت ونظر وتفكير ولمس.
ـ و كلا الجانبين الجنسيين للإنسان عضوي (مادي) وصوري قوة وفعل, مستقر ومستودع. وآلية الاستقرار الجنسي للإنسان تراعى على النحو التالي:
أ ـ جهة القوة الجنسية: مستقرة تماماً من الجهة العضوية وتخرج عن الإستقرار صورياً.
ب ـ جهة الفعل الجنسي: مستقر تماماً من الجهة الصورية وتخرج عن الإستقرار عضوياً.
ـ خروج الإنسان جنسياً عن الاستقرار في مجال المستودع هو خروج بالزيادة أو النقصان في مجال حدود المستودع من الجهة العضوية (الفعل الجنسي) أو من الجهة الصورية (القوة الجنسية) ـ ولا يوجد خروج فعلي عضوي جنسي وذو قوة أي صوري جنسي معاً وفي آن واحد.
وكإسقاط توضيحي بسيط عن الحب الجنسي نقول:
حبك امرأة يعني تناظرك الصوري الجنسي بكل ما تحمل هذه الماهية الجنسية من قوى, وهذا التناظر في القوة هو تناظر صوري, وهذه المرأة التي أحببت في هذه الحالة هي زوج صوري تماماً, وليس زوج من الجانب العضوي الفعلي الجنسي, وهي نظيرة في القوة الجنسية, أي أنها غير ظهيرة في فعلها الجنسي بكل أنواع خروجها الفعلي الجنسي سمعي أو بصري أو عضوي أو فكري. فكونها مكشوفة العورة (الفعل الجنسي) لا يعني لك شيء. وهي ظهيرة لك بالنسبة للقوة وما عداها من نساء فهن غير أزواجك في القوة وهن ملزمات أن تكنّ أزواجاً ونظائر جنسية لك من الجهة الفعلية ولا ترى فيهن, أي غير ظاهرين لك من ناحية القوة التي لا تحس بها إلا في تلك المرأة التي أحببت, فانتقلت صورتك ذات القوة إلى موضع جديد في مجال المستودع الصوري وهذا الموضع الجديد هو موضع متناظر تماماً في القوة الجنسية لهذه المرأة مما جعلها زوجاً نظيراً في قوتك الجنسية غير ظهير لك من ناحية فعلك الجنسي.....
فحبك أي شيء يعني تناظر صوري معه في القوة (نظير، زوج) فلا يلمس هذا النظير من ناحية الفعل في مجال الماهية التي أحببتها فيه وما كان لك غير ظهير أي عمى وصم و... (فحبك الشيء يعمي و يصم ).
الدافع الجنسي السوي والمرضي (الشاذ):
* عند خروج القوة الجنسية, الصورة الجنسية بالزيادة أو بالنقصان عن استقرارها, يولد دافع صوري جنسي مدفوع, وهذا الدافع المدفوع يكون متبوعاً بألم صوري, ومسار جهة الدافع الصوري نحو جهة الزوج النظير ليستقر عنده ويسكن إليه في تزاوج موزون عادل غايته السكون والإستقرار الجنسي الصوري, أي رجوع إلى إستقراره الصوري من جديد وهذه العودة وهذا الرجوع يخلف وراءه لذة صورية.
ـ فإن كان ذكر فدافعه الصوري مدفوع نحو الأنثى والعكس صحيح.
ـ مقدار الألم الذي سببه الخروج الإستقراري الجنسي هو نفس مقدار الألم المكتسب ويستحيل التحايل على ميزان اللذة والألم في أي ماهية إنسانية. واتجاه الدافع في هذه الحالة يسمى بسوية الدافع الجنسي.
* أما في ما يخص مبدأ شذوذية الدافع الجنسي فهو كغيره من الدوافع المدفوعة ذات الاتجاهات والتي هي وليدة الخروج الإستقراري الصوري في جهتيه المتناظرتين وكما سبق أن ذكرت في الفصل السابق أن التغير في نقطة المستقر الأصلية (السوية) يولد دافعاً جنسياً مدفوعاً نحو الزوج والنظير الجنسي الجديد لنقطة الإستقرار الجديدة.
فالدافع هنا ملزم لإتخاذ النظير الجديد اتجاهاً له وهذا ما نسميه شذوذاً جنسياً (جنسية مثلية) ويكون تفسير أنواع الشذوذ الجنسي:
ـ النوع الأول: إذا انتقلت نقطة مستقرك الجنسي الصوري من صورة مستقرة إلى صورة مستقرة أخرى جديدة بالزيادة في مجال المستودع, فإنك وبحكم مستقرك الجنسي (الذكورة) الصوري الجديد توصف في هذه الحالة كالآتي: بأنك تعاني من زيادة في الذكورة, وخروجك عن الإستقرار الجديد يولد دافعاً مدفوعاً نحو نظيرك وزوجك الجنسي الجديد, زوج الزيادة الذكورة, وهو النقصان في الذكورة والنقصان في الذكورة في نفس جهتك الذكورية بالنقصان أي أن دافعك الجنسي يكون موجهاً نحو مثيلك في الذكورة, ويكون دافعك لبني جنسك الأصغر مدفوعاً ومتبوعاً بألم وتستقر وتسكن عند هذا المثيل, زوجك ونظيرك الجديد الأقل منك قوة جنسية وبالتالي صلابة وفكراً وسمعاً بصراً ( أقل منك عمراً ).
ـ النوع الثاني: إذا انتقلت نقطة مستقرك الجنسي الصوري من صورة مستقرة إلى صورة مستقرة أخرى جديدة بالنقصان في مجال المستودع, فإنك وبحكم مستقرك الجنسي (الذكورة) الصوري الجديد توصف في هذه الحالة كالآتي: بأنك تعاني من نقصان في الذكورة, وخروجك عن الإستقرار الجديد يولد دافعاً مدفوعاً نحو نظيرك وزوجك الجنسي الجديد أي زوج النقصان الذكوري هو الزيادة في الذكورة, والزيادة في الذكورة أي في نفس جهتك الذكورية بالزيادة أي أن دافعك الجنسي يكون موجهاً نحو مثيلك في الذكورة, ويكون دافعك لبني جنسك الأكبر قوة جنسية منك مدفوعاً ومتبوعاً بألم, وتستقر وتسكن عند هذا المثيل, أي زوجك ونظيرك الجديد الأكبر منك قوة جنسية وبالتالي صلابة وفكراً وسمعاً بصراً فعمراً.
وما قيل عن الذكورة ينطبق ويقال عن الأنوثة علاج الجنسية المثلية: إن إنتقال مركز الإستقرار من موضع إلى موضع يولد تغيراً في الزوج النظير, والخروج عن الإستقرار في هذا الوضع الجديد يولد دافعاً ذا اتجاه نحو نظيره الجديد, وهذا الزاوج الصوري يكون ملزماً بحضور الشهود الجسدي العضوي أي جانبيهم الجنسي المادي أو العضوي السلوكي وهذا ما يسمى الشذوذ الجنسي أو المثلي.
وعلاج هذا الشذوذ لأي دافع جنسي أو غيره لن ولن يكون إلا برجوع نقطة الإستقرار الصورية إلى موضعها الأصلي السوي المتوافق والمتناسب مع قوة المستقر لجانبها العضوي.... ـ فما هي آلية انتقال ورجوع القوى الصورية ؟ ـ أي كيف يتم إرجاع نقطة صورة مستقرة من موضعها الجديد (المرضي) إلى موضعها الأصلي المتناسب والمساوي تماماً لجانبها العضوي؟
---------------------------------------