تعتبر المشروبات الرياضية ومثسروبات الطاقة في الوقت الحاضر من أكثر المنتجات الغذائية انتشارا بين الرياضيين، وكذلك الأشخاص العاديين، وقد يرجع ذلك للاعلانات المكثفة التي تحظى بها والميزانيات الضخمة التي تنفق عليها من قبل الشركات المنتجة بهدف الترويج لأهميتها، وابراز دورها في التزود بالطاقة، وتأخير الشعور بالتعب البدني والذهني، وبالتالي تحسين مستوى الأداء.
وقد أدى التنافس بين الشركات العاملة في هذا المجال إلى امتلاء الأسواق بالعديد من المشروبات الرياضية ومشروبات الطاقة، ما يجعل من الصعب على الرياضيين اختيار المشروب المثالي نظراً لارتباط ذلك بشدة وفترة التدريب والظروف المناخية وكذلك توقيت تناول المشروب، بالإضافة إلى تعمد بعض الشركات المنتجة عدم كتابة المكونات الحقيقية على العبوة، أو إغفال بعض المواد الضارة صحياً ، وكذلك نسب المواد المكونة للمشروب.
وبالتالي، فإن اختيار المشروبات الرياضية أو مشروبات الطاقة يتم في أغلب الأحيان بناء على شكل العبوة أو القدرة الدعائية للشركات المنتجة دون النظر إلى الهدف الذي صممت من أجله هذه المشروبات، أو مدى مناسبتها لطبيعة النشاط البدني الممارس أو الكمية المطلوبة لتحقيق الهدف منها أو التوقيت الصحيح لاستخدامها، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى نتائج عكسية.
لذلك سوف يتطرق هذا المقال إلى الفرق بين المشروبات الرياضية ومثسروبات الطاقة، والهدف منهما ، وكذلك الجوانب الإيجابية والسلبية الناتجة عن تناولهما ومواصفات المشروب الرياضي المثالي.
التعريف ببعض المصطلحات ذات العلاقة
المشروبات الرياضية Sports Drinks
هي المشروبات التي يتم تناولها سواء قبل أو أثناء أو بعد الأنشطة الرياضية بهدف سرعة تعويض السوائل والمنحلات المفقودة، وكذلك تزويد العضلات العاملة بمصدر إضافي للطاقة.
مشروبات الطاقة Energy Drinks
هي المشروبات التي تهدف إلى الإسراع من عملية الاستشفاء بواسطة التزويد بالطاقة الأيضية (الكربوهيدرات) والطاقة الذهنية (الكافيين) وبعض العناصر الأخرى (الأحماض الأمينية والفيتامينات..إلخ).
الجفاف Dehydration
هو فقد سوائل الجسم وانخفاضها عن المستوى الطبيعي، وتؤدي الإصابة بالجفاف إلى التأثير سلبياً على وظائف الجهاز القلبي الوعائي والتنظيم الحراري بالجسم، وبالتالي هبوط مستوى الأداء وزيادة الإصابة بأمراض الحرارة.
المنحلات Electrolytes
هي الأملاح المعدنية التي تحمل شحنات كهربائية (مثل الصوديوم، والبوتاسيوم، والكالسيوم، والزنك والمغنيزيوم) وهي ضرورية لتنظيم الانقباضات العضلية وتوصيل الإشارات العصبية، والمحافظة على معدل ضربات القلب، والتوازن الحمضي القاعدي للدم.
تفريغ المعدة Gastric Emptying
تعني حركة السوائل أو الطعام من المعدة إلى الإثني عشربالأمعاء الدقيقة.
التركيزالتناضحي Osmolality
تعني كثافة الجزيئات المذابة (مثل الصوديوم والجلوكوز) في السائل مقارنة بكثافة سوائل الجسم (تتراوح مابين 260 إلى 330 ملي أوزمول /كجم ماء). وترتبط بالضغط الأسموزي (الضغط الناتج عن فرق التركيز) الذي تحدثه المواد المذابة وتؤثرعلى حركة الماء عبر الأغشية (مثل جدار الأمعاء).
المشروبات منخفضة التناضح Hypotonic
هي المشروبات التي تكون كثافة جزيئاتها أقل من كثافة سوائل الجسم (أقل من 260 ملي أوزمول /كجم ماء) مثل الماء.
وتتميز هذه المشروبات بسرعة تفريغها من المعدة، وينتج عنها انخفاض في الضغط الأسموزي لبلازما الدم، مما يقلل الرغبة في الشرب قبل التعويض الكافي للسوائل المفقودة في العرق.
المشروبات متساوية التناضح Isotonic
هي المشروبات التي تتساوى كثافة جزيئاتها مع كثافة سوائل الجسم (تتراوح مابين 260 إلى 330 ملي أوزمول /كجم ماء)، وتتميز بسرعة تعويضها للسوائل المفقودة في العرق.
المشروبات فائقة التناضح Hypertonic
هي المشروبات التي تكون كثافة جزيئاتها أكبرمن كثافة سوائل الجسم، وتتميز بانخفاض معدل تفريغها من المعدة، لذلك لا ينصح بتناولها أثناء التدريب أو المنافسات.
التنظيم الحراري Thermoregulation
هو التحكم أو المحافظة على درجة حرارة الجسم الطبيعية من خلال التوازن بين إنتاج الحرارة والتخلص منها، ويتم ذلك بواسطة مركز التنظيم الحراري بالهيبوتالامس.
الفرق بين المشروبات الرياضية ومشروبات الطاقة
تعتبر المشروبات الرياضية ومشروبات الطاقة الأكثر استهلاكا من قبل مختلف الفئات العمرية وخاصة المراهقين والشباب اعتقادا منهم بأنها الوصفة السحرية لتحسين مستوى أدائهم. وغالباً ما يتناولون كميات كبيرة منها سواء قبل أو أثناء أو بعد التدريب أو المنافسات دون أدنى معرفة بالفرق بينهما أو التوقيت المناسب لاستخدام كل منهما، مما قد يؤدي إلى تدهور مستوى الأداء.
فعند مقارنة المشروبات الرياضية بمشروبات الطاقة نجد أن هناك اختلافا كبيرا بينهما ، فالمشروبات الرياضية تهدف إلى تعويض السوائل وبعض المنحلات المفقودة في العرق أثناء التدريب أو العمل في الأجواء الحارة لفترات طويلة، وعادة ما تكون متساوية التناضح ( مثل: مشروبات جاتوريد ، إيزوستار، باورايد. . إلخ)، أما مشروبات الطاقة فتهدف إلى تزويد الجسم بقدر كبير من الطاقة الأيضية (الكربوهيدرات) والطاقة الذهنية (الكافيين وبعض المواد المنبهة الأخرى مثل الإفدرين والجنسنج) بالإضافة إلى بعض الأحماض الأمينية (التاورين) والفيتامينات والأعشاب، وغالبا ما تكون فائقة التناضح (مثل: ريد بول، هانسن).
في حين لا تحتوي المشروبات الرياضية على المكونات نفسها الموجودة في مشروبات الطاقة مثل الكافيين والأحماض الأمينية، ولكنها تحتوي على نسبة قليلة جداً من الكربوهيدرات بالمقارنة بمشروبات الطاقة، وتحتوي أيضاً على بعض المنحلات مثل الصوديوم والبوتاسيوم والتي تلعب دوراً كبيراً في استبقاء الماء بالجسم، وبالتالي حمايته من الإصابة بالجفاف.
لذلك، فإن التزويد بمشروبات الطاقة أثناء التدريب أو المنافسات التي تستمر لفترات طويلة يعتبر اختياراً غير مناسب، ويرجع ذلك لاحتوائها على نسبتة كبيرة من الكافيين، مما يؤدي إلى زيادة فقد الجسم للسوائل، وبالتالي التأثير سلبياً على الأداء.
أهمية المشروبات الرياضية ومشروبات الطاقة
ترجع أهمية المشروبات الرياضية إلى دورها الفعال في سرعة إعادة التوازن المائي بالجسم من خلال تعويض السوائل والمنحلات المفقودة في العرق، بالإضافة إلى تزويدها للعضلات العاملة بمصدر إضافي للطاقة، أما مشروبات الطاقة فتهدف إلى تعويض مصادر الطاقة المستنفذة، وبالتالي الإسراع من عملية الاستشفاء، وكلاهما يهدف إلى تحسين مستوى الأداء الرياضي، وفيما يلي نتناول أهمية كل منهما بمزيد من التفصيل.
أولاً: أهمية المشروبات الرياضية
1- تعويض السوائل والمنحلات المفقودة في العرق
بناء على النتائج التي توصل إليها، أصبح من المؤكد أن تعويض السوائل أثناء النشاط البدني يمثل ضرورة هامة للمحافظة على الاستقرار الداخلي للجسم، وكذلك مستوى الأداء ، حيث تمثل الزيادة في معدل الحرارة الناتجة عن عمليات الأيض ( 20 سعر حرارى/ دقيقة) وضعف القدرة على التخلص منها أكبر تحد لقدرة الجسم في المحافظة على ثبات بيئته الداخلية وشدة التدريب.
ويتم التخلص من الحرارة الزائدة بواسطة تبخر السوائل المفقودة في العرق (لتر واحد يعادل تخليص الجسم من 580 سعر حراري) ويؤدي عدم تعويضها إلى زيادة درجة حرارة الجسم بمقدار (1) درجة مئوية كل (3) دقائق. إلا أن بعض الدراسات توصلت إلى أن الزيادة في درجة الحرارة لا تتعدى (2-3) درجات مئوية فوق المدى الطبيعي في الراحة (37-38 درجة مئوية) حتى لدى لاعبي التحمل ذوي المستوى العالي.