تعتبر حرفة الرعي في أفريقيا من أقدم الحرف التى مارسها سكان القارة منذ آلاف السنين وبالرغم من هجر الكثيرين لهذه الحرفة هرباً
من الفقر الناجم عن تعرض المراعى للجفاف والكوارث الطبيعية الأخرى فإن
أفراد العديد من القبائل لا يزالون يتمسكون بهذه الحرفة ويعتبرونها تقليداً
متوارثا يجب المحافظة عليه وعدم التفريط فيه .
أشهرمن يتمسك بحرفة الرعي في افريقيا اليوم هم أفراد
قبيلة الفولاني الذين ينتشرون في إقليم سفانا غرب أفريقيا والممتد من
السنغال حتى بحيرة تشاد ويبلغ تعدادهم حوالي سبعة ملايين نسمة ومن خصائص
هذا الإقليم سقوط الأمطار الفصلية عليه بمعدل يتراوح بين 76 إلى 89 سم في
الفترة ما بين شهر الطير إبريل وشهر الفاتح ستبمبر ويقل هذا المعدل
تدريجياً باتجاه الصحراء الكبرى إلى أن يصل في إقليم الساحل الجنوبي
للصحراء الكبرى إلى 75 ملم وتساعد كميات الأمطار المتساقطة على هذه الرقعة
الواسعة من الأراضي الأفريقية على نمو الأعشاب القصيرة المناسبة لرعي
الأغنام والماعز والماشية بشكل عام وعندما يقل المرعى في هذه المنطقة فإن
الرعاة يتجهون بماشيتهم نحو الجنوب حيث الإمكانيات الرعوية أفضل ، وفي شرق
أفريقيا تنتشر قبائل رعوية أخرى هي قبائل الماساي التي تتنقل بين الهضاب
والوديان في شمال تنزانيا وجنوب كينيا .
أما في الصحراء الكبرى فإن
قبائل الطوارق التي تقطن هذه المنطقة تعتمد على رعي الإبل التي تتلاءم
طبيعة تكوينها مع الظروف الصحراوية .
وتتوزع تربية المواشي والإبل
والأبقار على اجزاء ومناطق افريقيا بنسب ومعدلات متفاوتة حيث يربى الماعز
والاغنام في المناطق شبه الصحراوية والمتوسطية ومرتفعات الجبال التي تعتبر
المراعي المفضلة والمناسبة للماعز أما الأبقار فهي منتشرة في أماكن متفرقة
من القارة غير أن أكثرها من السلالات التي لاتنتج كميات كبيرة من اللحوم
والحليب وإن كانت جلودها تعتبر من أجود وأفضل الجلود للصناعات الجلدية
ويربى الجاموس في بلدان نهر النيل وخاصة في مصر أما الجمال فهي تربى في
الصحراء الكبرى من القارة غير إن أعداد الإبل في هذه المنطقة أخذت تتقلص
وتتراجع بشكل ملحوظ ولم يعد يعتمد عليها كما كانت في السابق الوسيلة
الوحيدة للتنقل والترحال والتجارة بين المناطق الصحراوية المترامية الأطراف
بل حلت محلها وسائل المواصلات الحديثة وصارت تربى في معظم الأجزاء لغرض
التجارة .
ويتفرغ للعمل في حرفة الرعي وتربية الحيوانات في
افريقيا اليوم حوالي 55 مليون راعي ومربي وهي بذلك تأتي في المرتبة الثانية
بعد الزراعة من حيث استقطاب اهتمام العاملين في افريقيا .
وقد بدأت بعض
الدول الأفريقية في الآونة الأخيرة تكثيف جهودها للاستفادة من ثروتها
الحيوانية بإدخال صناعة التعليب ومنتجات الألبان والأعلاف والعناية
البيطرية وتحسين النوع وتوفير المياه اللازمة لشرب الحيوانات بحفر الآبار
في المناطق الرعوية.
وإجمالا فان القارة الإفريقية تمتلك في الوقت
الراهن ثروة حيوانية هائلة تستوجب مضاعفة الجهود للعناية والاهتمام بها
وذلك لما تشكله من أهمية قصوى في بناء وتطوير القاعدة الاقتصادية لإفريقيا
عامة إلا أن موجات الجفاف والأمراض المستوطنة في افريقيا التي تصيب
الحيوانات تقضي في كل عام على كميات كبيرة من المواشي والأبقار بسبب عدم
توفر المخزون الغذائي لها أثناء سنوات القحط والجذب وقلة المعدات والأدوية
البيطرية بل وانعدامها في بعض المناطق وخاصة منها الريفية والنائية.
منقووووووووووووووووووووووووووول