aboutarek المدير العام
الدولة : عدد المساهمات : 385 تاريخ التسجيل : 19/11/2010 العمر : 53 الموقع : http://www.raoua.hooxs.com
| موضوع: ماهي الهويةالثقافية في اليمن؟ الجمعة ديسمبر 24, 2010 9:16 am | |
| الهوية الثقافية الوطنية اليمنية (رؤية مستقبلية) «2» شهدت بلادنا منذ قيام ثورتها الكبرى في بداية الستينات تحولات شاملة سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية ، فقد احدثت الثورة تغييراً جذرياً في بنية المجتمع اليمني القديم، وانجزت الكثير من مبادئها الاساسية ومنها : التحرر من الاستعمار والاستبداد، وتحقيق الوحدة الوطنية في 22مايو 1990م، وتحديث بنية المجتمع المدني، وبناء مؤسسات الدولة - الكيان السياسي الجديد. ومنذ تحقيق الوحدة افتتحت اليمن عصراً جديداً من التحولات السياسية حينما جعلت من الديمقراطية والتعددية السياسية نهجاً استراتيجياً لها، وفي الجانب الثقافي شهدت اليمن تحولات كمية وكيفية في مجال التعليم والثقافة، وبفضل العملية الثورية المتجددة خرجت اليمن من عزلتها وانفتحت على ثقافتها العربية، واتجهت الى الانفتاح على الثقافات الانسانية بعد قرون طويلة من العزلة، والجمود، وقد احدثت هذه التحولات تراكماً معرفياً وثقافياً عظيماً شكّل إضافة وثراءً وغناءً لهويتنا الثقافية الوطنية لما يقرب من نصف قرن. الفصل الأول الهوية الثقافية (مدخل نظري) يؤكد الكثير من المفكرين والباحثين في الفترة الاخيرة، ومنذ انهيار المنظومة الاشتراكية، على ان الهويات الثقافية ستكون هي المحرك الاساسي للاحداث، إذ يمكن القول أن «هناك شبه اجماع من الدارسين على ان الهوية الثقافية ستكون هي اللاعب الرئيسي في الخريطة السياسية للمستقبل، بدلاً من الهوية الطبقية او القومية او الاقتصادية. وبما ان هذه الهويات لا تتوافق مع الحدود القائمة غالباً، فإن الدولة ستكون محاصرة بين قوى العولمة التي تشد حدودها الى الخارج، وردود فعل القيم المحلية التي تدفعها الى الداخل نحومزيد من التشرذم.(11) حيث «تندفع الثقافة كفكرة الى المقدمة في هذه الايام ويعود ذلك اساساً الى ان الثقافات القائمة تلعب دوراً بالغ الطموح على حلبة السياسة الدولية، فالثقافات تغدو الآن اساس الدولة - الأمة».(12) على المستوى الثقافي، فإن الانتماء الى أمة معينة وليس الى سواها هو أمر ذو اهمية حيوية بالغة، لدرجة ان البشر غالباً ما يكونون مهيئين للقتل او الموت من اجل هذه المسألة.(13) ذلك ان الثقافة تعبر عن الهوية والشخصية المميزة لكل أمة من الأمم، حيث تتداخل الهوية بالثقافة ليشكلا معاً الهوية الثقافية الوطنية او القومية. «لقد شهدت السنوات التي تلت الحرب الباردة بدايات تغيرات مثيرة في هويات الشعوب ورموز تلك الهويات، وبدأت السياسة الكونية في اعادة التشكل على خطوط ثقافية.(14) هناك اهتمام بالغ بموضوع الهويات الثقافية، إذ تستخدمها القوى الاستعمارية الجديدة وسيلة فاعلة، للهيمنة على العالم بتفكيك الهويات الوطنية الى كيانات صغيرة متصارعة. وللخروج من هذا المأزق ينبغي تأكيد ثوابت الهوية الوطنية والقومية، دون ان يعني ذلك الانغلاق على الآخر والانكفاء حول الذات، بل يتعين تأكيد الذات من جهة وتحديد شروط التعامل مع الآخر من جهة اخرى. ان التمركز حول الذات يعد مرحلة ضرورية لتحديد الذات لهويتها وتحديد اهدافها ورؤاها للمستقبل، ثم تأتي مرحلة الانفتاح على الآخر لكي نحقق وجودنا معه. فماذا نعني بالهوية وما المكونات الاساسية لها؟ أولاً: تعريف الهوية: تعني الهوية: Identity التميز والتفرد عن الغير، فهوية الشيء تعني خصوصيته وتميزه بعدد من الصفات، يقول : ابو نصر الفارابي في «التعليقات» ان هوية الشيء عينيته ووحدته وتشخصه وخصوصيته ووجوده المتفرد له كل واحد. وقولنا «إنه هو» اشارة الى هويته وخصوصيته ووجوده المتفرد له لا يقع فيه اشتراك(15) فللفرد هوية؛ اي أنَّ له سمات وخصائص تميزه عن غيره، العمر واللون والطباع والقدرات العقلية، كلها صفات تختلف من شخص الى آخر. غير ان هذا الشخص المتميز والمتفرد عن غيره له صفات اخرى تربطه وتوحده مع الآخر، هي خصائص مشتركة عامة وليست خاصة به مثل: الانتماء الى وطن واحد، ولغة واحدة او دين مشترك... الخ، هذه الصفات الجديدة المشتركة بين افراد مختلفين تشكل هوية اخرى للفرد مع الجماعة التي ينتمي اليها، انها خصائص عامة يتميزون بها عن غيرهم من الشعوب الاخرى تسمى «الهوية الوطنية»، وتعني الهوية ايضاً السمات والخصائص المشتركة التي تميز جماعة معينة عن غيرها وتعتز بها وتشكل جوهر وجودها وشخصيتها المتميزة. تشد قضايا الهوية صراعاً بين تصورين: الأول: يبدأ من النظرة الكلية والشمولية التي تسعى الى إلغاء الهويات الوطنية او القومية وادماجها واذابتها في النسق الكلي الذي لا يعترف بالتنوع. وهذا ما تسعى اليه ثقافة العولمة. أما الثاني: فينطلق من تأكيد الأنا او الذات المطلقة، التي تؤكد خصوصيتها وتفردها، ولا تعترف بالآخر. كلا الاتجاهين يصلان الى نتيجة واحدة: إلغاء الآخر؛ إما بإذابته وإلحاقه في الثقافة الاقوى او تهميش وجوده، وعدم الاعتراف بحقه في الاختلاف. فالاشكالية قائمة على نحوين: إما استبعاد الآخر وجعلها عدواً أو محاولة دمجه واحتوائه في نسق الهوية الاقوى. كلاهما حلان يتضمنان الإلغاء والصراع، أما الحل الأمثل فهو الذي يعترف بالآخر، يؤكد ذاته وينفتح على الآخر. وهذا ما تقدمه فلسفة التعدد التي تقوم على الاعتراف بالتميز والتفرد في كل هوية شخصية او جماعية، وتدعو للتواصل والانفتاح على الآخر. ذلك ان هذا التفرد في الهوية يتضمن تحديد الآخر ايضاً، الذي يعد وجوده شرطاً اساسياً لوجودي -كما يقول سارتر- «ان شعوري بفرديتي يقتضي شعوري بالآخر، فالوجود من اجل الآخر يعد مرحلة من مراحل تطور الذات، وطريق الوجود الباطني يمر بالآخر.(16)، فما يشكل هويتي الذاتية هو هوية الروح الانساني الذاتية، وما يجعلني ما أنا عليه هو جوهري الذي هو جنسي الذي انتمي اليه(17). ثانياً: العلاقة بين الهوية والثقافة: واذا كنا قد تحدثنا عن الهوية فما علاقتها بالثقافة؟ تختلف الهوية عن الثقافة داخل الوطن الواحد، فالهوية هي: ما يميز مجتمع عن غيره، رغم وجود تنوع واختلاف في بعض المكونات الثقافية المحلية، لكن هناك ذاتية عامة تشكل الهوية الوطنية لأي مجتمع، فالكل يختلفون في الجزئيات والوسائل ولكنهم يتفقون على الاهداف العامة لوطنهم الموحد. اما الثقافة فلا يشترط فيها أنْ تكون واحدة فقد تتنوع داخل المجتمع الواحد؛ لأنها تشكل الرؤية الخاصة بكل فئة، فهناك ثقافة السلطة وثقافة المعارضة، الثقافة المحلية القديمة وثقافة العشيرة، والطائفة... الخ. غير ان هذه جميعها ينبغي ان تحدد ما هو مشترك وكلي، وتنسج هدفاً واحداً ورؤية واحدة للمستقبل، هذا ما يمكن ان يجتمع في ما نسميه بـ«الهوية الثقافية الوطنية او القومية»، حيث تتداخل الهوية العامة بالثقافة الجزئية، لتصير ثقافة كلية للمجتمع الواحد، وهذه الكلية لا تنكر التنوع، بل تحتويه وتنميه في جوفها». وهكذا تجتمع في مفهوم «الهوية» الثقافة الواحدة؛ ما هو ذاتي وما هو موضوعي، ما هو فردي خاص وما هو مجتمعي ووطني عام.(18) واذا كانت الهوية تتميز بالموضوعية والثبات النسبي والتطور البطيء، فإن الثقافة تتميز بالذاتية والنسبية، وتكون اكثر حركة واسرع في التطور، وتمثل الاضافات المتجددة للهوية، حيث تبدأ بالابداعات الفردية والجزئية، وحينما تتراكم وتتداخل في اطار الهوية الوطنية الأشمل، فإنها تشكل ذلك النسيج المتعدد للروح الكلية، المعبر عنه بـ«الهوية الثقافية الوطنية او القومية». وبهذا المفهوم سوف نتحدث عن الثقافة باعتبارها تشكل الهوية بصورتها المتجددة التي تنمو، كما تتضمن الثقافة بهذا المعنى الرؤية العامة للامة، حيث تحدد فيها تصورها للمستقبل. تعريف الثقافة: تعرف الثقافة بأنها «كل مركب يشتمل على المعرفة والمعتقدات, والفنون والاخلاق، والقانون والعرف، وغير ذلك من الامكانات او العادات التي يكتسبها الانسان باعتباره عضواً في مجتمع (19) ونظراً لتعدد وتنوع تعريفات الثقافة فقد آثر مؤلفو كتاب (نظرية الثقافة) التركيز على اتجاهين اساسيين: ينظر أحدهما: للثقافة على أنها تتكون من القيم والمعتقدات والمعايير والرموز والايديولوجيات وغيرها من المنتجات العقلية. أما الاتجاه الآخر: فيربط الثقافة بنمط الحياة الكلية لمجتمع ما، والعلاقات التي تربط بين افراده وتوجهات هؤلاء الافراد في حياتهم. وقد استنبط المؤلفون من الاتجاهين السابقين ثلاثة مفاهيم تمثل الثقافة في نظرهم، وتعد اقرب الى الواقع في نظرنا وهي: 1- التحيزات الثقافية. 2- العلاقات الاجتماعية. 3- أنماط واساليب الحياة وهي ظواهر او عناصر مرتبط بعضها بالبعض الآخر في الكل المركب للثقافة ، فالتحيزات الثقافية تشمل القيم والمعتقدات المشتركة بين الناس، والعلاقات الاجتماعية، فتشمل العلاقات الشخصية التي تربط الناس بعضهم بالبعض الآخر، اما نمط الحياة فهو الناتج الكلي من الانحيازات الثقافية والعلاقات الاجتماعية (20). ولذا فإن «الثقافة - تمثل - رؤية شاملة للعالم، تتجلى او تتجسد فردياً ومجتمعياً في المفاهيم والقيم وظواهر السلوك والممارسات المعنوية والعملية، والحياتية المختلفة، توحدها اللغة في المجتمع الواحد، وان تنوعت بتنوع فئات هذا المجتمع من حيث مواقفها الاجتماعية والفكرية، بما يشكل الخصوصية الثقافية والوطنية، والقومية العامة لهذا المجتمع، (أو ذاك).. إن الثقافة هي الخصوصية الانسانية بامتياز (21) وهي نسيج من مفاهيم فكرية متداخلة عناصرها من الماضي، والاضافات المتجددة للهوية الثقافية، والرؤى والتطلعات المستقبلية لأي شعب من الشعوب، ومن هنا ندرك اهمية العمق الثقافي، فهو الذي يحدد عناصر الشخصية الوطنية وملامحها، ويرسم صورتها في المستقبل، والثقافة.. ليست طريقة حياة وحسب، وإنما «كامل طريقة حياة شعب ما من المهد الى اللحد، ومن الصباح الى المساء (22). «وتعني الثقافة التهذيب لما طبيعي فينا، والانتقال الى المجال الروحي والانساني. وبذا تكون الثقافة مسألة تغلب على الذات بقدر ما هي مسألة تحقيق للذات، إن الطبيعة البشرية بحاجة - مثلها مثل الحقل - الى ان تحرث وتهذب، فكما تنقلنا كلمة «الثقافة» من الطبيعي الى الروحي، فإنها تشير ايضاً الى صلة وألفة بين الاثنين (23). «وما تفعله الثقافة اذاً هو انها تقطر انسانيتنا المشتركة من ذواتنا السياسية المنضوية في نحل وشيع، حيث تسترد الروح من الحواس، وتنتزع الثابت من الزائل وتقطف الوحدة من التعدد، فهي تشير الى ضرب من الانقسام على الذات، كما تشير الى ضرب من شفاء الذات الذي لا يلغي ذواتنا الدنيوية النكدة، وإنما يصقلها من الداخل بنوع من الانسانية المثالية.. فالثقافة هي شكل من الذاتية الشاملة الشغالة في داخل كل منا، شأنها شأن الدولة التي هي حضور العام والشامل داخل العالم الخصوصي للمجتمع المدني (24). وبما ان اهدافنا تتركز حول تقدم الانسان وتحديث وعيه، فإن ذلك لا يتم الا عبر اهتمام ا لدولة بالثقافة، ذات الابعاد المتنوعة على ان يتم التركيز من خلالها على غرس وتنمية الثقافة الوطنية، التي تنمي في الشباب حب الوطن وروح الانتماء، وحب الابداع وتشجيع القدرات الفردية، وتنمية حب الاطلاع على الثقافات الانسانية، وجعل المطبوعات المتعددة متاحة في الريف والمدينة وفي المدرسة والمعسكرات والمؤسسات المختلفة والاندية الرياضية.. ثالثاً: المكونات الأساسية للهوية الثقافية (من نحن؟) إن الإجابة على هذا السؤال تحدد مكونات الهوية الثقافية الوطنية او القومية لأي أمة من الأمم، وقد يندرج تحت هذه المكونات عدة عناصر او روابط اساسية: أهمها: الإقليم الجغرافي (الوطن) اللغة، الدين، التاريخ المشترك. ففيما يخص المكونات الاساسية للهوية الوطنية او القومية او الامة (لا يوجد مفهومان رئيسيان: ألماني وفرنسي، يرتكز المفهوم الالماني: على العناصر السلالية فقط: (العرق واللغة والدين). أما المفهوم الفرنسي: فيعتبر أن الأمم تتكون تحت تأثير عوامل مختلفة الى جانب العناصر السلالية (القرابة العرقية، اللغة ، الدين)، إذ يجب إدخال العناصر الروحية في عداد الاحداث التاريخية اولاً: كالحروب والنوازل، وبعكسها، مراحل الازدهار والانتصارات الوطنية، ان الروح الوطنية هي من صنع الذكريات المشتركة ، المآسي، والافراح. وثانياً: وحدة المصالح وبصورة رئيسية ذات الطابع الاقتصادي، وحدة تتولد في معظمها عن التعايش على «ارض واحدة» وأخيراً الاحساس بالقرابة الروحية «52» إن هذه العناصر الاساسية المكونة للهوية الوطنية تتوافر مجتمعة في مكونات الهوية الوطنية اليمنية، كما تتوافر ايضاً مجتمعة كمكونات اساسية لوحدة الهوية العربية ايضاً. غير ان هناك عاملين اساسيين يحققان الوجود الفعلي للوطن او الأمة، انه الاقليم الجغرافي (ارض الوطن) حيث يعد الاقليم ركناً اساسياً من اركان الدولة حيث لا توجد دولة بدون اقليم لأنه المجال الذي تمارس فيه الدولة سلطتها. اما العنصر الثاني: الذي يجسد ويحقق للأمة وجودها الفعلي فهو: الكيان السياسي: «فالسلطة السياسية هي التي تميز الدولة عن الأمة وهي التي تميز الدولة عن غيرها من الجماعات التي لم تصل الى مستوى الدولة: كالقبيلة والعشيرة (26) الا انه من الثابت ان تكوين الامة قد سبق الدولة : فالأمة العربية والأمة الالمانية او الايطالية، كانت حقائق قبل ان تصبح هذه دولاً حيث المجموعة البشرية مزودة بشخصية متفردة ذاتية قبل ان تتحول الى دولة (27) غير ان هذه المكونات ليست ثابتة في كل زمان ومكان، فهي قيم أو حقائق نسبية تختلف من وطن إلى وطن.. الخ. فتارة تكون اللغة هي العامل الموحد للأمة وفي مجتمع متعدد اللغات والديانات؛ يكون الإقليم الجغرافي هو العامل الحاسم في وحدة الأمة، كما هو الحال في (الهند) حيث توجد في هذا البلد ديانات متعددة، ولغات مختلفة، وما يوحدهم هم الإقليم، والتاريخ المشترك. وهكذا في كل دولة عادة ما يسود مكون واحد من تلك المكونات التي ذكرناها، والتي عادة ما تجتمع. وبالنسبة للمكونات الأساسية للهوية الثقافية الأمريكية: يعتبر هنتنغتون أن لأمريكا هوية محددة تقوم على ركائز أربع أساسية: هي العرق الأبيض والإثنية الإنجليزية والدين المسيحي البروتسانتي والثقافة الإنجليزية البروتستانتينية: ويعتقد هنتنتغون أن الخصائص الأربع السابقة انعكست بوضوح على جميع خصائص المجتمع والدولة بالولايات المتحدة، وظلت سائدة حتى نهاية القرن التاسع عشر تقريباً. كما يرى أن الهوية الأمريكية استفادت تاريخيا من ركيزتين إضافيتين، أولاهما الأعداء الذين حاربهم الأمريكيون على مدى التاريخ؛ بداية من الهنود الحمر والمستعمرين الفرنسيين، ثم المستعمرين البريطانيين، مرورا بسعي الأمريكيين التاريخي المتواصل لتمييز أنفسهم والحفاظ على استقلالهم عن القارة الأوروبية بشكل عام، وعن القوى الاستعمارية الأوروبية بشكل خاص، وانتهاء بالحرب الباردة وهنا يعبر هنتنغتون بصراحة عن اعتقاده بأن العداء للآخر يلعب دورا أساسيا في تشكل هوية أي جماعة، ويرى أن الحروب التي خاضها الأوروبيون في العصور الوسطى وقبل بداية عصر الدولة القومية كانت ضرورية لتشكيل هوية الدول الأوروبية المختلفة. أما ثانية الركيزتين الإضافيتين فهي عقيدة الأمريكيين السياسية، فلكي يميز الأمريكيون أنفسهم عن أجدادهم البريطانيين سعوا – كما يعتقد هنتنغتون- لنشر ثقافة سياسة مستقلة ومتميزة عن ثقافة الأوروبيين الإقطاعية والتمييزية؛ التي اضطرتهم إلى ترك أوروبا للأبد والفرار بمعتقداتهم إلى الولايات المتحدة، ومن أهم عناصر هذه العقيدة السياسية مبادئ الحرية والمساواة والديمقراطية النيابية واحترام الحقوق والحريات الدينية والمدنية وسيادة حكم القانون "28". فالهوية الأمريكية تقوم على: عناصر أساسية هي (أرض الوطن، والجنس الأبيض، والدين المسيحي البروتستانتي، والتراث الليبرالي؛ القائم على التعددية السياسية. والعداء للآخر.) وهنا نلاحظ أنه أكد على أهمية الصراع والعداء للآخر، وهذا ما أكده برتاند راسل حين يقول: (منذ الأزمنة القديمة حتى عصرنا الراهن، كانت الحرب هي الأداة الرئيسية في توسيع المجتمعات، وحل الخوف بإطراد مستمر، محل التماسك القبلي، كمصدر للاندماج الاجتماعي "29". فالهوية الوطنية أو القومية عناصر ومكونات جوهرية، يتصف بعضها بالثبات النسبي ويتميز بعضها بالقابلية للتطور والتحول عبر الإضافات الجديدة للأفراد، ويمكن القول أن المكونات الجوهرية التي تنتمي إلى حقل الهوية هي الأكثر ثباتاً مثل: الإقليم الجغرافي الواحد- أرض الوطن- والأصل القومي الواحد، واللغة التي تعد تعبيرا عن لسان الأمة (إلا أن اللغة يمكن ان تكون ثابتة أو متغيرة، أي أنها تشترك في الهوية وفي الثقافة، لكونها قابلة للتغير، فهناك كثير من الشعوب غيرت لغتها أو طورتها من لهجات محلية إلى لغة مقروءة ومكتوبة. أما الأشكال الفكرية والروحية مثل: الدين والعادات والتقاليد والتاريخ المشترك والآداب والفنون، وكل منجزات الفكر، فتنتمي إلى البعد الثقافي من الهوية، وهو العنصر الأكثر قابلية للتطور والإضافات المتجددة؛ التي تغني وتثري المكونات الأساسية للهوية، وفقا للتعريف السابق، الذي يؤكد أنها تعني التميز عن الغير بصفة أو أكثر لا تتكرر لدى الآخر). #أستاذ الفلسفة بكلية الآداب رئيس الجمعية الفلسفية اليمنيةمنقول | |
|
tarek المشرف العام
الدولة : عدد المساهمات : 1345 تاريخ التسجيل : 18/12/2010 الموقع : نداء المحبة
| موضوع: رد: ماهي الهويةالثقافية في اليمن؟ الجمعة ديسمبر 24, 2010 11:32 am | |
| | |
|
ChaIMa عضو ذهبي
الدولة : عدد المساهمات : 956 تاريخ التسجيل : 27/12/2010 العمر : 27
| موضوع: رد: ماهي الهويةالثقافية في اليمن؟ الجمعة مايو 06, 2011 7:53 pm | |
| شكرا على الموضوع
جزاك الله خيرا
| |
|
لجين متميزة
الدولة : عدد المساهمات : 426 تاريخ التسجيل : 19/12/2010
| موضوع: رد: ماهي الهويةالثقافية في اليمن؟ السبت مايو 14, 2011 9:37 am | |
| | |
|
Sirin عضو فعال
الدولة : عدد المساهمات : 126 تاريخ التسجيل : 09/04/2011 العمر : 23 الموقع : https://raoua.hooxs.com
| موضوع: رد: ماهي الهويةالثقافية في اليمن؟ السبت مايو 14, 2011 1:27 pm | |
| | |
|