بسم الله الرحمن الرحيم
سئل إلامام المحدث محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - عن قول الشاعر أبو القاسم الشابي :
«إذا الشعبُ يوما أراد الحياة .. فلا بُد أنْ يستجيب القدر»
فأجاب - رحمه الله - هذا الكفر بعينه ، هذا يدل على أن الناس ابتعدوا عن العلم ، ولم يعودوا يعرفوا ما يجوز ومالا يجوز، ما يجوز لله وحده ، وما لا يجوز لغيره ،وهذا من الغفلة وهي من الأسباب التي أوحت لبعض الشعراء المعاصرين أن يقول ذلك وأن تتبنى ذلك الإذاعات العربية كنشيد قومي عربي فتقول : إذا الشعب يوما أراد الحياة .. فلا بد أن يستجيب القدر ، يعني القدر تحت مشيئة الشعب ، وهذا عكس قوله تعالى : {{ وما تشاءون إلا أن يشاء الله }} ومن العجيب أن يردد هذا الشعر رجل في البعثة الجزائرية للحج ، فبدأ يتكلم في مجلس كبار رجال الدعوة الإسلامية وأمام أبصارهم وأمام المشايخ فينشد هذا البيت فيقول : إذا الشعب يوما أراد الحياة ... بعض المشايخ تكلم وقال : إيش هذا ؟ هذا أكبر غفلة عن الإيمان بالقضاء والقدر ..
قلت : هكذا يوم يجهل المرء دينه ، ويتكلم بغير علم فيتجاوز حدوده ، ويتكلم في غير فقه فيأتي بالعجائب والغرائب من الطوام التي إذا لم يستنكرها أهل العلم أصبحت من الثوابت والسنن التي تقوم عليها الدول ، ويا ويل من استنكرها بعد ذلك ...